تقنية الهواتف الذكية

نظرة ثاقبة على مستقبل الأعمال وتقنيات الاتصال

  • إس سي مواتي

  • مدة القراءة: 00:21:00

  • 4551 قراءة

  • رابط الملخص

 

تقنية الهواتف الذكية

نظرة ثاقبة على مستقبل الأعمال وتقنيات الاتصال

إس سي مواتي

شركة بيريت كوهلر للنشر ، 2016

الرقم العالمي الموحد للكتاب: 9781626567405

عدد الصفحات: 192 صفحة

النقاط الرئيسية:

  • تتصف تكنولوجيا الهاتف المحمول بأنها جذّابة ولا تُقاوم و"ملازِمة" لصاحبها طوال الوقت.

  • تلبي الهواتف المحمولة المتطورة احتياجات الإنسان من خلال تقنياتها الفريدة.

  • يتهافت الناس في عصرنا هذا نحو اقتناء الأجهزة المحمولة، وتتفوق التطبيقات على جميع الطرق التقليدية الأخرى في تلبية احتياجات المستخدمين.

  • تحتاج شركتك إلى تطبيق خاص بها لتستفيد من اقتصاد الأجهزة الهاتف المحمولة التشاركي.

  • تحدد "قواعد الهاتف المحمول" ثلاثة معايير مرتبطة بالإنسان وضرورية لنجاح منتجات الهاتف المحمول، وهي: "قاعدة الجسد" و "قاعدة الروح" و "قاعدة العقل".

  • لتحقيق قاعدة الجسد، يجب أن تكون منتجات الهاتف المحمول أنيقة في التصميم والتشغيل وسهلة الاستخدام وبمواصفات عالية. بحيث تركّز هذه المنتجات على التفاعل مع المستخدم ومن ثم توسيع التفاعل.

  • تلتمس قاعدة الروح المعنى الذي تحمله منتجات الهاتف المحمولة بالنسبة للمستخدمين والمجتمعات التي تقوم "عوامل التصفية الداخلية" الخاصة بها بإضفاء الطابع الشخصي على الأعراف الاجتماعية، في حين تعمل "عوامل التصفية الخارجية" على تنظمها.

  • تتبع منتجات الهواتف المحمولة النموذجية والشركات التي تنشئها قاعدة العقل من خلال التكيّف والتعلّم "بسرعة وببطء" بما يتوافق مع المستخدمين.

  • أتت "ثورة الهاتف المحمول" ثمارها بالكامل مع ظهور «فيسبوك».

  • استخدم "قواعد الهاتف المحمول" لدفع شركتك إلى تبنّي شركتك مفهوم "الهاتف المحمول قبل كل شيء" أو لتغيير قناعاتك الشخصية.

الخلاصة:

"الهاتف المحمول يهيمن على العالم":

تعد ثورة الهاتف المحمول تغييراً مهماً، وهي تتداخل مع الذكاء الاصطناعي والتسويق الشخصي والتكنولوجيا "الملازِمة" التكنولوجيا التي يستخدمها صاحبها مدة طويلة. وإذ دائماً ما يحتفظ الناس بهواتفهم المحمولة بالقرب منهم، فإن معظم الأشخاص يتفقدون هواتفهم فور استيقاظهم. وبالرغم من أن ثورة الهاتف المحمول تستفيد من مزايا التكنولوجيا، إلا أنها تركز اهتمامها على الناس. كما تدعم منتجات الهاتف المحمول الناجحة مبدأ "الإنسان قبل كل شيء" لأنها مصممة لتعزيز قدرة الناس على التفاعل الاجتماعي والإبداعي. وكلما تطورت تكنولوجيا الهاتف المحمول سيصبح جهازك أصغر حجماً وأكثر إتقاناً، ومن المتوقع قريباً تضمين تكنولوجيا الهاتف المحمول في "الأشياء المستخدمة يومياً"، وربما يتم تضمينها داخل جسمك.

التهافت على منتجات الهاتف المحمول:

يستخدم الناس الآن أجهزة الهاتف المحمول أكثر مما يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المكتبية، كما أن الناجحون هم من يتهافتون للاستفادة من النقلة النوعية في أجهزة الهاتف المحمول، حيث تتبنى الشركات المُبتَكِرة استراتيجية "الهاتف المحمول قبل كل شيء" على الرغم من فشل بعض هذه الشركات في فهم أو تنفيذ هذه الاستراتيجية بطريقة مناسبة. وتساهم صناعة الهاتف المحمول إجمالاً بمتوسط 5% من الناتج المحلي الإجمالي في العديد من البلدان.

"قد يبدو كتاب "هيمنة الهاتف المحمول" كتاباً تقنيّاً، ولكنه في الحقيقة يتعامل معنا نحن البشر".

تطبيقات الهاتف الذكي هي حجر الأساس في نجاح الأجهزة المحمولة، إذ يحصل اليوم ما يقارب 90% من الأشخاص على الخدمات عبر الإنترنت من خلال تطبيقات "مخصصة"، وليس من خلال متصفحات الويب. كما تحض هذه التطبيقات مستخدميها على الاستمرار في استخدامها، وتتيح ميزة "الإشعارات الإعلامات المنبثقة"، وتمكّن المستخدمين أيضاً من تتبع الحملات التسويقية.

يمكن لشركتك أن تبيع المزيد من منتجاتها من خلال تطبيق هواتف ذكية دون الدفع مقابل الإعلانات، على الرغم من أن تكاليف بناء التطبيق وإطلاقه تثقل كاهل العديد من الشركات. ولكن هناك حاجة للاستثمار في تطوير تطبيق متوافق مع مختلف المنصات ومختلف الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من مختلف المصنّعين. هذا الاستثمار ضروري حتى لو كان مكلفاً لأنه سيجذب لك تفاعلاً أكبر من العملاء مع منتجاتك وخدماتك. على سبيل المثال: يمكن للمتسوقين الآن تصميم قمصان مخصصة عبر تطبيق على الهاتف الذكي، وهذا مجرد جزء من اتجاه "الملابس الذكية".

"مشاركو القوّة":

سوف تنهار الشركات التي تفشل في تبني استراتيجية "الهاتف المحمول قبل كل شيء" في حال كانت الاستراتيجية مناسبة لنموذج أعمالها. على سبيل المثال: رفضت شركة «ياهو» تغيير منظورها نحو الترويج عبر الإنترنت وتأخرت في تبني استراتيجية "الهاتف المحمول قبل كل شيء" حتى فات الأوان، في حين أن شركتي «اوبر» و«إير بي إن بي» انساقتا مع الموجة الأولى من الهواتف المحمولة والتي قادتهما نحو النجاح، كما وفّرت الشركتان إمكانية الوصول إلى الاقتصاد التشاركي باعتبارهما "مشغلي القوّة" وهما تبنيان مجتمعاً موثوقاً باعتبارهما "منظمي القوّة". تجسّد هتين الشركتين الاقتصاد التشاركي، بحيث يكسب الناس الأموال من تأجير أصولهم غير المستغلة، مثل السيارة أو المنزل مثلما تعمل شركات الاقتصاد التشاركي كوسيط يسهل الوصول إليه من خلال التطبيقات. ويتيح هؤلاء المشاركون للبائعين إمكانية الاستفادة القصوى من أصولهم المتاحة. وبالرغم من أن الاقتصاد التشاركي يدفع حالياً مبالغ ضئيلة للعمال، ولكن ذلك سيتغير مع ازدهار "الطبقة الوسطى الجديدة".

"تبدأ الشركات العظيمة القائمة على الهاتف المحمول برؤى طموحة، وهذه الرؤى ليست تقنية، وإنما رؤى نحو عالمٍ أفضل، رؤى تخدم الإنسان قبل كل شيء ".

وجدت شركة «فيسبوك» في البداية أن هذا التحول الثقافي يمثل تحدياً، وعلى الرغم من تعاملها مع التطورات السريعة والتحديثات المستمرة إلا أنها واجهت ضغوطاً جديدة إزاء العمل باستمرار على تحسين خدمات وميزات تطبيقها. كما يسّرت «فيسبوك» تحوّلها الثقافي من خلال كسب المواهب والخبرات عبر الاستحواذ على شركات عملاقة قائمة على الهاتف المحمول مثل «واتساب» و«إنستغرام» و «أوكيلوس ريفت».

"قواعد الهاتف المحمول":

ينبغي اتباع "قواعد الهاتف المحمول" لتحقيق النجاح في ثورة الأجهزة المحمولة، وهي عبارة عن ثلاث قواعد تحكم طبيعة منتجات الأجهزة المحمولة وتطويرها:

1. "قاعدة الجسد":

يبحث الناس عن الجمال والكفاءة في تصميم منتجات الهواتف المحمولة، ويبحثون عن عامل الدهشة! جهاز «آيفون» الأنيق وتطبيق «إنستغرام» الفعال يمثلان قاعدة الجسد. إن إدراك الجمال، سواء كنت تعتقد أنه موضوعي أو غير موضوعي، يولّد ردة فعل أولية مطلوبة وهي إثارة الدهشة. ومع تطور ثورة الأجهزة المحمولة أصبح الجمال يكمن أيضاً في الكفاءة، لذا يستخدم المصممون اختبار الإبهام (وهو اختبار يقيّم المنتجات دون معرفة العلامة التجارية أو مصنّع المنتج) للتأكد من أن أجهزتهم وتطبيقاتهم سهلة التشغيل. فقد أجرت شركتا «باندورا» و«إنستغرام» تجارب تفاعلية بسيطة لفحص كفاءتهما. ومن أمثلة الجمال الكامن في الكفاءة استخدام شركة «جرين آول موبايل» تقنية قراءة الصوت لمساعدة السائقين على استخدام التطبيق دون عوضاً عن الإدخال اليدوي. من خلال تبسيط واجهة المستخدم قدر الإمكان يمكن أن تصبح جميلة حتى إن كانت غير مرئية.

" تكون منتجات الهاتف المحمول بصحبتنا دائماً، ويعرف صانعيها ما نرغب فيه، ويخصصون لنا كل شيء وفقاً لرغباتنا ونمط حياتنا ".

تعد سهولة الاستخدام من الجوانب المهمة أيضاً، حيث يمكن أن انعدامها يعيق صعوبة التعلّم من تفاعل المستخدمين مع منتجات الهاتف المحمول؛ وبالتالي يجب أن تجتاز التطبيقات والأجهزة الناجحة "اختبار الأم" حسبما يسميه "مايك ماكي" مؤسس شركة «فليب بورد»، بحيث يطلب من موظفيه التفكير فيما إذا كانت أمهاتهم ستواجه صعوبة عند استخدام المنتج. كما يكمن جمال منتج «آيفون» الثوري من شركة «أبل» في الطريقة التي جمع بها بين هاتف سهل الاستخدام ومشغل موسيقى ومساعد شخصي رقمي في منتج واحد أنيق وبسيط.

"سيتم تضمين منتجات الهاتف المحمول قريباً في ملابسنا ومجوهراتنا وساعاتنا ونظاراتنا."

يبتكر المصممون منتجات الهواتف المحمولة التي تساند جسم الإنسان وتحقق عنصر الجمال، إذ تتضمن تصاميمهم عناصر "التركيز" و "التوسيع". فهناك خمسة عناصر تصميم واضحة وموجزة تجذب انتباه المستخدمين وتبني الثقة معهم. عناصر التركيز الخمس هي: "التهيئة" من خلال البرامج التعليمية، ووظائف "المهمة الواحدة" مثل أزرار "اتخاذ إجراء"، و"التنقل" مثل القوائم الجانبية، و"الأداء" بحيث يكون الأداء موثوقاً، و "الإيماءة" مثل سحب الشاشة بأحد الاتجاهات. بعد بناء ثقة المستخدمين يمكن اجراء التخصيصات من خلال الحصول على أذونات المستخدم، مثل الإعلامات المنبثقة وتتبع الموقع الجغرافي، مما يتيح توسّع تفاعلات التطبيق مع عملائه. ومن الأمثلة على ذلك ردّة فعل المستخدمين الإيجابية عندما قامت «إير بي إن بي» بتغيير رمز "الإعجاب" من نجمة إلى قلب، حيث أضافها المستخدمون الى قائمة المفضلة بنسبة أكبر من 30% مقارنة بالنسبة السابقة.

"منتجات هواتفنا المحمولة هي امتدادات جديدة لأنفسنا."

يتمثل "توسيع عناصر التصميم" في شكلين: عناصر توسيع "السحب" المنبثقة لطلب إذن المستخدم، وعناصر "الدفع" للإعلام عن الإخطارات. على سبيل المثال: يجذب تطبيق «إنستغرام» انتباه المستخدمين من خلال البساطة وإمكانية التنقل الواضحة إذ يتيح لهم إمكانية إنشاء الصور بسهولة. وكذلك يحصل التطبيق على إذن وصول إلى سجل عناوين المستخدمين ليتمكنوا من مشاركة الصور مع أصدقائهم. كما يميل المصممون إلى بناء عناصر تركيز وتوسيع مخصصة، ولكن ستعمل المكونات القياسية مثل "خطوات التسجيل" و "خطوات الدفع" على تبسيط تكاملها.

2. "قاعدة الروح":

يتمثل الجانب السلبي في الأجهزة المحمولة في أن المستخدمين يبقونها في متناول اليد طوال الوقت. وسبب هذه الملازمة هو "قاعدة الروح" من قواعد الهاتف المحمول. مغزى هذه القاعدة يكمن في المعنى الذ تمثّله الأجهزة المحمولة للأفراد والمجتمعات، إذ تستخدم الأجهزة المحمولة عوامل تصفية "داخلية" و "خارجية" لتعني شيئاً للناس ولتلمس دواخلهم. وترتبط عوامل التصفية هذه بما يهم المستخدم الفردي (داخلية) وما يهم هويته الاجتماعية (الخارجية).

"هل أصبحنا مرتبطين جداً بأجهزتنا المحمولة؟ بعض الناس يواجهون صعوبات شديدة في فضّ هذا الارتباط. "

أفاد عالم النفس "روي بوميستر" أن تخيير المستخدم طوال الوقت يجعل الناس منهكين، لذا تعمل منتجات الهاتف المحمول المخصصة جداً على تخفيف هذا الضغط وتقليل "إجهاد اتخاذ القرار". على سبيل المثال تعمل شركة «أوبر» على تهدئة القلق حيال توفير وسيلة نقل، ويخفف تطبيق «تندر» من ضغوط العثور على شخص والخروج معه في موعد غرامي. إن مثل هذه الخدمات تجعل الناس يشعرون بالرعاية وإشباع الرغبات.

"قبل تبني شركة «فيسبوك» فكرة "الهاتف المحمول أهم من كل شيء"، كانت إحدى القيم الأساسية لديها "الأهم هو أن تتحرّك بسرعة حتى لو كلّفك الأمر تعطيل بعض الأشياء بطريقك". ولكن هذه الفكرة ليست فعالة دائماً، إذ قد يمكن إصلاح عطل ما في موقع إلكتروني في غضون ساعات قليلة، ولكن إصلاح عطل تطبيق الهاتف الذكي يستغرق أسابيعاً."

على غرار الرأي السائد، استخدام الهواتف الذكية المنتظم يعزز "رأس المال الاجتماعي" الشخصي ويبني الثقة المتبادلة بين أعضاء المجتمع. حيث أن استخدام الهاتف المحمول هو عبارة عن عملية اجتماعية وليست عملية باطنية ذاتية. وتعتمد ظاهرة رأس المال الاجتماعي على استخدام عوامل التصفية الخارجية لتعزيز الأعراف الاجتماعية والحفاظ على الخصوصية عند مشاركة المعلومات الشخصية، لكن شركات الهاتف المحمول تخزّن كميات ضخمة من البيانات الشخصية، مما يضفي على الأمر حساسية.  فقد أفاد الخبير التكنولوجي "يارون لانير" إن مثل هذه الشركات تتصرف كأنها تؤدي "خدمة عامة"، ومن الأفضل أن تعامل البيانات كملكية وطنية، وليس في أيدي ربحية، ومع ذلك قد تسيء الحكومات أيضاً استخدام البيانات والخصوصية.

يعلم تطبيق «فيسبوك» الكثير من الأمور التي تهم كل شخص، ولكل شخص تجربة مختلفة عن الآخر مع فيسبوك."

أصبح «سيري» من شركة «أبل» أداة مفيدة يمكن استخدامها دون يدين على الرغم من المبالغة في تصوير "سيري" على أنه مساعد افتراضي رغم تعامله السيّئ مع السياق الخارجي. كما فشلت نظارات «جوجل جلاس» لأنها انتهكت العادات الاجتماعية وبدت تطفلية كونها أداة تجسس تخدم شركة «جوجل»، أما «فيسبوك» فأخذت في الاعتبار "السياق الداخلي" عندما أعادت تصميم عملية الإبلاغ عن إساءة استخدام المحتوى لحماية خصوصية المستخدمين المبلّغين وإخفاء بياناتهم عن المبلّغ عنهم.

" يمكن أن تؤدي عوامل التصفية الخارجية، مثل عوامل التصفية الشعبية، إلى نمو الأعمال أو تعطلها، كما تحمل الأحكام التي يطلقها الناس علينا قيمة كبيرة ولا يمكننا التحكم فيها سوى قليلاً".

من المفترض أن تحسّن عوامل التصفية من تجربتك، وينبغي استخدم نوعين من عوامل التصفية الداخلية لإضفاء الطابع الشخصي على تجربتك: تعمل "عوامل تصفية المكان" وسيطاً للخدمات المستندة على الموقع، وتتيح "عوامل تصفية الأشخاص" الاتصال السهل مع أصدقائك وعائلتك. هناك ثلاثة أنواع لعوامل التصفية الخارجية: "عوامل تصفية السياسة" والتي تحدد استخدام المعلومات والخصوصية، و "عوامل التصفية الشعبية" والتي تسهّل تفاعلات السمعة، مثل التصنيفات والتقييمات، وهناك "عوامل تصفية الأذونات" التي تنظم حدود استخدام البيانات الشخصية. عند ضبط عوامل التصفية على نحو سليم سيتمكن الأشخاص من الاتصال والمشاركة بثقة واحترام يضيف المعنى والروح على تفاعلاتهم عبر الهاتف المحمول، أما في حال غياب عوامل التصفية ستتعثر الثقة ويفشل المنتج.

3. "قاعدة العقل":

يجب أن تتعلم شركات الهاتف المحمول "سريعاً" لتنجو وأن تتعلم "ببطء" لتنقيح وتنشيط وإعادة ابتكار عروضها ومهامها. وتسعى الشركات الناجحة إلى تحقيق أهداف الإنسان قبل كل شيء، ولكن يجب على جميع شركات الهاتف المحمول أن تتعلم بسرعة. بل حتى منتجات الأجهزة المحمولة يجب أن تتعلم وتتكيف وتخصص نفسها باستمرار بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين. وعلماً أن مستخدمو الهاتف المحمول يطلبون الابتكار بوتيرة بطيئة تتناسب مع عاداتهم واهتماماتهم وأزياءهم المتغيرة. ويجب أن تقوم التكنولوجيا بأكثر من مجرد مواكبة التغيرات، حيث يجب أن توفر تجارب جديدة ومطوّرة للمستخدمين الذين يحدثون أجهزتهم على فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً.

"على عاتق كل مصمم هواتف المحمولة مهمة مستحيلة، وهي إسعاد مليارات الأشخاص 110 مرات يومياً بشيء لا يمكنهم سوى لمسه أو محادثته."

يجب أن ترتقي عروض خدمات الهاتف المحمول وتحقق تقدماً. شركة «ليفت» لمشاركة المركبات تعلّمت هذه القاعدة بسرعة عندما اكتشفت أنها لا تملك عدداً كافياً من السائقين في أوقات الذروة، فقامت من خلال تطبيقها بتشجيع السائقين من خلال توضيح مقدار الأموال التي سيخسرها السائقون إذا لم يعملوا في ساعات الذروة. وهذا أحد الأمثلة على إمكانية تقديم تحفيز قوي عبر التطبيقات. تقوم الشركات من خلال التعلّم البطيء بتحليل القياسات الدقيقة لدفع التحسين والتجديد، ومن الأمثلة على ذلك إطلاق «برمجيات أوبرا» لفرع «ميدياوركس» الناجح بعد أن أمضت ما يقرب من عقد من الزمان في بناء ودراسة قاعدة مستخدمي متصفح الهاتف المحمول، في حين تستخدم شركة «تروليا» وغيرها من الشركات "صافي نقاط المروّج" لقياس مدى شعبيتها من خلال قياس احتمالية أن يوصي المستخدمون بها لأحد الأصدقاء، أيضاً لم يكن ليصل عدد مستخدمي  «واتساب» إلى أكثر من 800 مليون مستخدم في عام 2015م لولا التزام فريقها الدؤوب بتحسين الميزات.

"الأشياء الجميلة هي ما يخلق التعاطف. إذا رأى المشاهد لوحة على أنها جميلة فهي جميلة حقاً، وإذا تأثر المستمع بمقطوعة فهي موسيقى تحرّك المشاعر فعلاً ".

لا يمكن لشركات الهاتف المحمول التعلم بغير أدوات صحيحة. تستخدم شركات الهاتف المحمول كلا الأدوات "العلمية" و "الفنية" لتستخلص الدروس من المستخدمين ومن ثم تنفذها. على الجانب العلمي، تفتح "تقنية القِمْع التسويقي" مسارات التكنولوجيا في حين تعمل "الأهداف" على تحديد النتائج المرجوة، وتسهّل الأدوات العلمية من عملية تحليل البيانات الضخمة وأساليب العمل الذكية، فيما توفر الأدوات الفنية للمستخدمين مسارات جديدة ومبتكرة تشمل: "الاختصارات" التي تقصر المسارات من خلال السماح للمستخدمين بتخطي خطوات معينة، و "الخطافات" (جمل تسويقية قصيرة جذّابة) التي توسّع فتحات القِمْع التسويقي من خلال اللعب على فضول المستخدمين، و "الطبقات" التي تجعل القِمْع أكبر من خلال إضافة قنوات جديدة جذابة. 

"ما يجب أن نتوقعه من منتجات الهواتف المحمولة هو ما نتمناه لأنفسنا نحن البشر، مثل جسم جذّاب وحياة ذات مغزى وذكاء فائق. هذا هو الأساس وراء منتجات الهاتف المحمول الناجحة."

من الأمثلة الجيدة عن التعلم المرتكز على العقل منح «نوكيا» الحرية للفرق الصغيرة لتطوير الأفكار بشكل مستقل عن الشركة، وكذلك اختيار «فيسبوك» عينة عشوائية من المستخدمين ليختبروا الإشعارات "الإعلامات المنبثقة". يعتبر الناس الآن إمكانية الوصول إلى الانترنت بمثابة "حق من حقوق الإنسان"، كما تتيح الأجهزة المحمولة في الدول النامية إمكانية الوصول إلى الإنترنت للاستفادة من خدمات الصحة والتعليم والعمل، كما يستخدم الأشخاص هواتفهم للبحث عن وظائف وللقراءة وطلب الرعاية الطبية والتجارة (من خلال خدمات مثل البنك الإلكتروني «إم بيسا»).

الاستفادة من قوانين الهاتف المحمول المتطورة:

ركّزت شركة «نوكيا» على ربط الناس ببعضهم البعض، وتمثلت مهمتها في تقديم هواتف مكونة من "قطعة واحدة" لأول مرة إلى 40% من مستخدمي الهواتف المحمولة، ثم أفسحت أجهزتها المخصصة للاتصالات الطريق للهواتف التي تقدّم ميزات إضافية مثل الألعاب والإنترنت. ولم تقلق «نوكيا» من إطلاق أجهزة «آيفون» لأن مهندسيها اعتقدوا أن شاشات اللمس التكاثفية في أجهزة «آيفون» لم تكن قابلة للتطبيق وغير عملية بالنسبة لمستخدمي الهاتف الذين يعيشون في المناطق الباردة لأنهم سيضطرون إلى خلع قفازاتهم لاستخدام شاشة اللمس من «أبل» التي تتطلب تلامس الجلد ةالشاشة، في حين تتطلب شاشة أجهزة «نوكيا» الضغط ويستطيع الناس استخدامها أثناء ارتداء القفازات.

"لا تعنى منتجات الهاتف المحمول الرائعة بالبرامج والأكواد الداخلية وإنما بشكلها الخارجي ومستخدميه، والهاتف المحمول لا يسلب إنسانيتنا بل يضخمها ".

يقود جيل الألفية (الجيل الذي نشأ في عصر الإنترنت والتكنولوجيا) ثورة الهاتف المحمول من خلال سلوكهم الذكي الفضولي المتصل دائماً. ولا تزال ميزات أجهزة الهاتف المحمول مهمة، لكن التطبيقات أكثر أهمية من أجهزة الهاتف المحمول. وتُعد إمكانية الوصول بسهولة إلى تطبيق «فيسبوك» عامل الجذب الرئيسي لدى معظم مستخدمي الهواتف المحمولة؛ لأن «فيسبوك» توفر جميع عناصر قواعد الهاتف المحمول: التعلم السريع والبطيء، الإنسان قبل كل شيء، العقل والجسد والروح. وبالتالي يمكننا القول من هذا المنظور إن "مارك زوكربيرج" مؤسس «فيسبوك» قد قاد ثورة الهاتف المحمول في عصرنا هذا.

يقدّر جيل الألفية أيضاً الخدمات الجديدة مثل تطبيق «بيرسكوب»، الذي يقدم ميزة البث المباشرة التي تمتاز بالفورية والسرعة التي يحبونها، في حين ينقل جهاز "أوكيلوس ريفت" المستخدمين إلى عوالم افتراضية. يرى الخبير في تجربة المستخدمين "مايك كونيافسكي" أن تصاعد اندماج الأجهزة المحمولة مع المستخدمين يجعلها تتطور على أنها جزء افتراضي من أجزاء الإنسان أو "شخصية بديلة على هيئة هاتف محمول".

عن المؤلف:

"إس سي مواتي" عضو مجلس إدارة " الرؤية التقنية" و "برمجيات أوبرا"، وقد طورّت استراتيجيات تطبيقات الهاتف المحمول لشركات «نوكيا» و«فيسبوك» و«تروليا»، وهي مؤسسة شبكة «برودكت ذات كاونت» التي تقدم المشورة للشركات حول استخدام نهج "الهاتف المحمول قبل كل شيء" في النموّ، وهي أيضاً المدير الإداري لمنتدى «آنجلز».