الحِميَة المعلوماتية

رؤية عن الاستهلاك المعلوماتي الرشيد

  • كلاي جونسون

  • مدة القراءة: 00:18:00

  • 1264 قراءة

  • رابط الملخص

الحِميَة المعلوماتية

رؤية عن الاستهلاك المعلوماتي الرشيد

كلاي جونسون

شركة «أوريلي ميديا» للنشر، 2012

الرقم العالمي الموحد للكتاب: 9781449304683

عدد الصفحات: 150 صفحة

النقاط الرئيسية:

  • فرط استهلاك المعلومات يشبه فرط استهلاك الطعام وكلاهما يضر الصحة.
  • لا تكمن المشكلة في كثرة المعلومات وإنما في فرط استهلاكها.
  • يتسبب فرط استهلاك المعلومات في خفض التركيز ورفع التوتر.
  • موفرو خدمات الإنترنت يراقبون سلوكك عبر الإنترنت كي يخصصوا المحتوى مع تفضيلاتك ورغباتك.
  • أحدث رئيس قناة فوكس نيوز «روجر آيلز» ثورةً على نطاق القنوات الإخبارية عبر سياسة برامجية تقوم على التوافق مع معتقدات الجمهور.
  • لم تعد الموضوعية في طرح القضايا هي النهج الذي يتبعه الكتّاب والمحررين.
  • تراجعت ثقة الأمريكيين في مقدمي الأخبار التلفزيونية بنحو 50% منذ عام 1993م.
  • يصف مصطلح «التجهيل» الجهد المبذول في تقديم المعلومان الخيالية على أنها حقيقية. وتتبنى وسائل إعلام عديدة هذا النهج في أيامنا هذه؛ ما يهدد جودة ونوعية الصحافة.
  • غالبًا ما ترتبط تخمة المعلومات) بأسلوب حياة غير صحي وقليل النشاط.
  • إذا كنت مفرطاً في استهلاك المعلومات حاول خفض متابعة وسائل الإعلام واستخدام الحاسوب إلى أقل من ست ساعات يومياً. قلل تدريجياً وابدأ بخفض 30 دقيقة من الاستهلاك أسبوعياً.

الخلاصة:

وَفرة الطعام والمعلومات:

الحِميَة هي إحدى وسائل التسلية المفضلة في أمريكا! حيث يُطبع حوالي 20000 كتاب شهرياً عن فقدان الوزن، وتؤلّف مئات الكتب الأخرى التي تتناول نفس الموضوع في كل شهر. كما أفادت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أتلانتا» أن هناك تسارعا في معدلات السمنة في الولايات المتحدة منذ عام 1990م بالرغم من معرفة معظم الناس بالعواقب الصحية الوخيمة. ويبذل مصنعو المواد الغذائية جهودهم لحث المستهلكين على تحويل أذواقهم نحو المنتجات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح والدهون، حتى أصبح معظم الطعام معالج بدرجة كبيرة وأقل فائدة للجسم وأقل تكلفة في الإنتاج.

"من المحتمل أنك تقضي الآن ما يزيد عن 11 ساعة يومياً في استهلاك المعلومات."

عليه، من الواضح أن هناك تشابهاً مثيراً للدهشة بين استهلاك الطعام واستهلاك المعلومات، إذ يوفر الحاسوب إمكانية الوصول إلى كمية غير محدودة من المعلومات من مصادر لا حصر لها، كما هو الحال مع الطعام: بعضه لذيذ ومفيد للجسم ولكن الكثير منه مليء بالسعرات الحرارية الضارّة المرهقة التي تسد الشرايين العقلية.

تحوّل المعلومات:

في القرن الخامس عشر، مهّد اختراع «يوهانس جوتنبرج» لتقنية "الطباعة بالحرف المتحرك" إلى حدوث تغيير ثوري في عملية نقل المعلومات، وبالمثل أحدثت أجهزة الحاسوب الشخصية والإنترنت تحولاً غير مسبوق في نقل المعلومات في القرن الحادي والعشرين إذ بات العالم في متناول يد المستخدم إذ تتيح التكنولوجيا إمكانية التواصل في ثوانٍ مع شخص ما على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، لا سيما بعد انتشار الهواتف الذكية، حيث يمتلك حوالي خمس مليارات شخص هواتف محمولة في جميع أنحاء العالم.

"ثمة تشابه كبير بين الحِميَة الغذائية والحمية المعلوماتية: كلتاهما تقللان التوتر وتطيلان العمر وتزيدان السعادة."

تخلق التطورات التي نشهدها في زمننا هذا فرصاً استثنائية، ولكنها تصطحب معها أيضاً مخاوف وهواجس. يقلق بعض النقّاد من تأثير شبكة الإنترنت على الأخلاق وتهديدها سلامة النساء والأطفال، لكن بالنسبة للعديد من الصحفيين والمثقفين الموثوقين فإن القضية الأساسية هي مدى تأثير الانفجار المعلوماتي على ذكاء وانتباه الناس. وقد أقدم أحد المديرين التنفيذيين المتقاعدين على تشبيه "إدمان فيسبوك" بإدمان مخدر «الكريستال ميث».

"مسؤولية الاستهلاك الصحي تقع على عاتق الوعي البشري."

يرى «إيلي باريزر» في كتابه «فقاعة المرشّح» أن تخصيص المعلومات هو أكبر خطر موجود على شبكة الإنترنت يهدد المستخدمين، ويوضح أن نشاط المستخدم على الإنترنت يترك أثراً يمكن تتبعه من قِبَل مقدمي المحتوى ليخصّصوا له محتوى شخصياً ويعرضوه عليه. وبما أن المحتوى مخصّص فإنه يلبي الرغبات والاحتياجات. وهذا لا يعني أن مقدمي المحتوى متورطون في مؤامرات أو محاولات تجسس، وإنما يخصصون المحتوى بناءً على ما ينقر عليه أو ما يتخطاه المستخدم أثناء تصفح الإنترنت. لكن في نهاية المطاف أتقع على عاتق المستخدم مسؤولية إيجاد معلومات تتوافق مع رغباته.

وفرة في كل شيء:

كثيراً ما يشتكي الأشخاص من عدم مقدرتهم على متابعة بريدهم الإلكتروني وتغريداتهم وإشعاراتهم وتنبيهاتهم والبرامج التليفزيونية التي يرغبون في مشاهدتها، كما يجدون أن كمية المعلومات المتوفرة على الإنترنت ومزايا أجهزتهم الإلكترونية المتعددة عبئاً مرهقًا. في الواقع، لا تكمن المشكلة في التعرض المفرط للمعلومات، بل تتعلق بسلوك الأفراد كمستهلكين يتسمون بالمسؤولية والحماية الذاتية. فمثلما يتخذ الفرد قراراً واعياً بعدم تناول الدجاج المقلي أو تدخين السجائر، يمكنه أيضاً اتخاذ قرارات ذكية ومدروسة بشأن حِميَة المعلومات.

"استهلاك المعلومات يجعلك تجلس طوال اليوم دون نشاط، وفي بعض الأحيان يغيّب إحساسك بالوقت، كما أن قلّة الحركة تضرّ بصحتك ".

المستهلكون مسؤولون عن تعلم طرق يهضمون بها المعلومات التي يستهلكونها. مثلاً يمكن استخدام مرشّحات المحتوى المزعج «سبام» والبرامج المماثلة، لكن الاستهلاك الذكي يتطلب تغييراً سلوكياً، وبالتالي يجب أن يتحمل المستهلك مسؤولية تحديد ما هو مفيد له وما يجب تجاهله.

الترفيه والتسلية:

اتبع «روجر آيلز» المستشار السابق للرئيس «ريتشارد نيكسون» نهجاً حقق من خلاله نجاحاً كبيراً وأحدث ثورة في مجال الإعلام جعلت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأعلى تصنيفاً وتقيماً في الولايات المتحدة.  تبنى «روجر آيلز» عند توليه إدارة القناة منذ إطلاقها عام 1996م سياسة ذات فكر محافظ ومعتدل، فوجد أن هذا الفكر يناسب أهواء ملايين المشاهدين.

"مع تزايد تخصيص المعلومات وفق تفضيلاتنا تقل مقاومتنا ويتراجع تركيزنا حتى تتشتت أذهاننا بسبب كثرة المعلومات."

كان «روجر آيلز» مدركاً لما يفعله، حيث أدرك الحاجة الماسة لتوظيف مواهب محترفة تقدم برامجاً مباشرة على الهواء بهدف جذب الجمهور وليس بهدف تقديم محتوى صحيح أو موضوعي. ويعود السبب وراء تفوّقه على غيره إلى فهمه الدقيق لرغبات وتوجّهات الجمهور. والأهم من ذلك إدراك «روجر آيلز» أن الجمهور لا يريد سماع الحقيقة! وإنما يريد سماع تقارير إخبارية تؤكد ما يعتقدونه وما يؤمنون به بالفعل. واستمر على هذا النهج من خلال جعل المراسلين التلفزيونيين يقدمون مواداً كثيرة غايتها تقديم محتوى مرغوب لدى الجمهور لتحقيق أرباح كثيرة بدلاً عن البحث عن الحقيقة الموضوعية وتقديمها. ففي نهاية المطاف تضّطر الشركات الإعلامية المملوكة للقطاع العام إلى كسب أقصى قدر من الإيرادات لصالح المساهمين والمستثمرين. ولذا عملت «فوكس نيوز» من خلال موقعها على الإنترنت على تغيير توجّهها والتحوّل إلى نشر عناوين إخبارية نقلاً عن الوكالة الإخبارية «أسوشيتد برس» وغيرها من مقدمي خدمات الأخبار لجذب متابعيها من مؤيديّ الفكر المحافظ. والفكرة من وراء ذلك التحوّل ليست هي الترويج لإيديولوجية سياسية معينة، وإنما جذب القرّاء وتحفيزهم للنقر على العناوين الإخبارية لتظهر إعلانات كثيرة وبالتالي يكسب الموقع إيرادات مضاعفة.

"حِمية المعلومات مثل حِميَة الغذاء الصحي. فهي لا ترتكز على استهلاك كميات أقل وإنما استهلاك ما هو صحيح ومناسب".

«فوكس نيوز» ليست الموقع الإلكتروني الوحيد الذي يتبنى هذه الممارسة، حيث تحدد شركة خدمات الإعلام «أمريكا أون لاين» على سبيل المثال هدفاً لكتّابها يتمثل في إنتاج مواد إعلامية غايتها تحقيق هامش ربح إجمالي بنسبة 50% من أرباح الإعلانات، وذلك بناءً على أربعة أهداف تأتي "جودة التحرير" في ذيلها وتتقدّمها أهداف الزيارات المحتملة والأرباح المحتملة والوقت المستغرق. وقد ذكر أحد الكتّاب السابقين في موقع «أمريكا أون لاين» أنه كُلف بالكتابة عن برنامج لم تسبق له مشاهدته وكان عليه أن يبحث ويكتب في غضون 25 دقيقة فقط.

"عرفت الشركات الإعلامية ما نريده من خلال اختبارات التجربة والخطأ وقدّمته لنا."

هناك تراجع مستمرّ في عدد وظائف الصحافة الأمريكية بينما هناك توسّع في مجال العلاقات العامة، مما تسبب في زيادة الضغط على الصحفيين واضطرارهم إلى الإسهاب في الحديث عن العلاقات العامة في قصصهم بدلاً عن إعداد التقارير الإخبارية التقليدية. وقد استغلّ المخرج «كريس أتكينز» هذا التوجّه في عام 2009م لكسب شعبية، ونجح في نشر أخبار مزيفة عن العلاقات العامة في العديد من الصحف البريطانية، ولم يتحقق الصحفيون من وقائعه ومصادره إلا بعد ما حصل على تمجيد ومدح مبالغ فيهما.

الأشياء الخاطئة:

أشار 46% من الأمريكيين الذين أجابوا عن استطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» في عام 1993م إلى أن لديهم ثقة كبيرة في الأخبار التلفزيونية، لكن هذه النسبة انخفضت إلى 27%. ويرجع السبب الأساسي وراء ذلك إلى أن الجمهور المتلقي يستهلك معلومات غير دقيقة أو يتلقي فقط المعلومات التي تدعم وجهة نظره.

"نحتاج إلى تدقيق وتحليل ما تخبرنا به المحطات الإخبارية لكي نفهم منطق ومقاصد السياسة".

أدركت شركات التبغ الكبرى أيضاً قوة تأثير الدعاية ونشر الإشاعات، وعملت على تضليل الجمهور الأمريكي عمداً في أواخر الستينيات رداً على أدلة دامغة تؤكد إضرار التدخين بالصحة. فقد مولّت كبرى شركات التبغ العالمية بحثاً يفيد بأن السجائر مفيدة وتمنع مرض الزهايمر ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة البشري. وفي وقتنا الحالي لم تعد حقيقة التدخين موضع تساؤل. أما ظاهرة الاحتباس الحراري فلا تزال قضية مثيرة للجدل على الرغم من أن علماء المناخ اتفقوا في عام 2007م على أن هذه الظاهرة من صنع الإنسان. ومع ذلك قامت شركات كبرى مثل «إكسون موبيل» و«فيليب موريس» في عام 2007م بدعم مركز أبحاث كي يدحض نظريات التغيّر المناخي، وفقاً لصحيفة «الجارديان». وقد أطلق مؤرخ جامعة ستانفورد «روبرت بروكتور» عبارة "التجهيل" على جهود تضليل الجمهور وتقديم الخيال على أنه حقيقة.

خطر السُبات والخمول:

يميل الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد إلى أن يكونوا كسولين وفي حالة خُمُول. والخُمُول أيضاً أحد أعراض السِمنَة المعلوماتية. وقد أثبت العلم أن فترات الخمول الطويلة غير صحية. ومن ذلك جلوس كثير من الناس ساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب غير مدركين سرعة مرور الوقت. كما أن رسائل البريد الإلكتروني الجديدة والإشعارات المماثلة تزوّد العقل بجرعة من "الدوبامين" الذي يمنح المتصفح شعوراً بالسعادة ويحفزه على مواصلة البحث عن معلومات إضافية. ومع وجود العديد من المحفزات التي تتنافس على جذب الانتباه، مثل الإعلانات والروابط والفيسبوك ورسائل البريد الإلكتروني وتويتر والهواتف المحمولة وغيرها، أصبح الإلهاء هو السلوك الأساسي وليس مجرد استثناء، وأصبح الناس يكافحون في سبيل الحفاظ على تركيزهم، وأصبح فقدان الذاكرة قصير المدى منتشراً ومؤثراً.

"إذا بدأنا تغيير عاداتنا في استهلاك المعلومات سيتغير سوق المعلومات كي يتوافق معنا."

يمكن أن تتسبب سمنة المعلومات أيضاً في تقليل الاتصالات الشخصية مع الذين يتبنّون نفس وجهات النظر السياسية والاجتماعية. على سبيل المثال: إذا كنت متعصّباً للحزب الديمقراطي، فمن غير المرجح أن تتضمن صفحتك على فيسبوك العديد من الاتصالات مع داعمي الحزب الجمهوري، والعكس صحيح. بل إن نوع الهاتف المحمول الذي تختاره قد يثير مشاعر سلبية لدى أولئك الذين يعتقدون أن ذوقهم التكنولوجي أرقى من ذوقك.

التغيير نحو الأفضل:

يتطلب البدء بحِمية معلوماتية إجراء تغييرات أساسية من شأنها أن تؤدي إلى صحة أفضل ونظرة أفضل إلى الحياة ونمط حياة أكثر انضباطاً، وهذه النتائج مشابهة لنتائج الحِمية الغذائية. وستتطلب حِمية المعلومات منك تضمين المكونات التالية:

  • الإلمام بالإنترنت: «جوجل» و«مايكروسوفت بينغ» ليسا مجرد محركي بحث على الإنترنت، بل يمكنهما مساعدتك في الوصول إلى المستندات القانونية وأوراق البحث العلمي والأخبار السياسية. لذا، تعلّم كيفية استخدام طرق البحث المتقدمة لتحقيق أقصى استفادة منهما. وتذكر أن هناك العديد من مصادر المعلومات الممتازة التي يمكن الوصول إليها خارج محركات البحث الرئيسية، وينبغي أن تنظر إلى أي معلومة على الإنترنت بعين ناقدة. وابحث عن الموضوعية، وتأكد من مصداقية مصادرك وخلوها من الأجندات الخفية.
  • القياس: استخدم برنامج «ريسكيو تايم» لتتبع استخدامك للإنترنت وقياس إنتاجيتك. يمكنك من خلال البرنامج تحديد المواقع الإلكترونية التي تساعدك وتحسّن أدائك وحجب المواقع الأخرى التي تعيق أدائك. كما يمكنك تصفية ذهنك وتعزيز تركيزك من خلال التخلص من الملهيات في مكان عملك وحاسوبك، مثل رنين الهواتف المحمولة والمراسلة الفورية وإشعارات البريد الإلكتروني وما إلى ذلك. وليس بالضرورة أن يكون «تويتر» رفيقك الدائم في كل مكان. ابحث عن برامج تستخرج رسائل البريد الإلكتروني غير المهمة من صندوق الوارد مثل برنامج «سانيبوكس».
  • تدريب الفترة: حسِّن انتباهك من خلال عمل متواصل تتخلله دقيقة توقف كل خمس دقائق. خلال تلك الدقيقة يمكنك فعل ما تريده باستثناء التحقق من البريد الإلكتروني. جرّب هذه الطريقة خمس مرات في الساعة، ومن ثم انهض وتحرك لمدة دقيقة أو دقيقتين، ثم ارجع إلى مكتبك. وكرّر العملية ثلاث مرات أخرى، ثم تحقق من بريدك الإلكتروني، وبمجرد شعورك بالراحة مع هذا النمط ضاعف آماد عملك. بعد هذه التجربة ستلاحظ أن انتباهك يتزايد وأنك تقلل الوقت المهدر.
  • اضحك قليلاً ... أو كثيراً: من السهل الانغماس في هموم ومشاغل الحياة، ولكن من المهم للغاية أن يكون لديك حس الفكاهة، فالضحك مفيد لك. القدرة على الضحك مع نفسك وعلى الشعور بالسعادة تجاه الأشياء البسيطة تُكسبك منظوراً قيماً.

تخلص من الدهون:

يميل من يتبع حِمية غذائية إلى تجنب شراء أو تخزين الأطعمة المغرية المسببة للسمنة. فالشخص الجاد في إنقاص الوزن لن يحتفظ بالبوظة ولا الدجاج المقلي. ينطبق نفس المبدأ على حمية المعلومات. يجب عليك التخلص من السعرات الحرارية المعلوماتية عديمة الفائدة واختيار ما يفيدك.

"الصحة الجيّدة والحياة الهانئة من ثمرات الحمية المعلوماتية." 

من الحمية المعلوماتية إلغاء اشتراكات القنوات الفضائية، وبدلاً عنها مشاهدة «يوتيوب» و«نتفليكس» و«هولو». القنوات الفضائية مغرية للغاية وتخرّب حمية المعلومات، وإلغاؤها سيوفر أموالاً. احرص على قياس استهلاكك المعلوماتي اليومي، فإذا كنت مستهلكاً ذو شهية جيدة، حاول تقليل تعرضك للمعلومات إلى حوالي ست ساعات في اليوم، ولكن لا تقلل من استهلاكك فجأة وإنما تدريجياً بمقدار نصف ساعة كل أسبوع حتى تصل إلى قدر معقول من الوقت، مع مراعاة أهدافك ومهنتك وبالطبع. قد تجد أن وجود ساعات فارغة دون الاتصال بالإنترنت أمر مقلقٍ بعض الشيء في البداية، لذا املأ وقتك بما هو مفيد، ومارس هواية أو رياضة أو اقض وقتاً إضافياً مع أفراد أسرتك.

أهم خطوة هي العثور على حمية معلوماتية تناسبك. يمكنك الاستفادة من نصيحة «مايكل بولان»: "كُل قليلاً واجعل معظم طعامك من النباتات"، ترسم هذه النصيحة نظاماً مفيداً ولكنها ليست حِمية صارمة.

حاول أن تصبح أكثر نشاطاً في القضايا المحلية التي تؤثر على حياتك، حيث يمكنك الاستفادة من موقع «إيفري بلوك» وهو موقع إلكتروني يوفر معلومات محلية لسكان العديد من المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويمكّنك من الوصول إلى المعاملات العقارية وتقارير الشرطة ويمكّنك من إرسال رسائل إلى الجيران لبدء الحوار. وقد تحتوي مدينتك أيضاً على "دليل بيانات" يمكنك استخدامه للوصول إلى الإنترنت والبقاء على اطلاع.

قاعدتي الشخصية هي "تعامل مع المعلومات بتَأنٍّ ولا تتقبلها إلا بعد التأكد من صحتها ".

قبل كل شيء، حاول أن تنوِّع معلوماتك، وكن منفتحاً على مختلف وجهات النظر حتى لو كنت ذا رأي مختلف وتشعر بالانزعاج من أفكار بعينها؛ فاستهلاك المعلومات الرشيد يتطلب البحث عن آراء ووجهات نظر مختلفة. لا تنعزل عن الآخرين، وأدرك قيمة التنوع والتزم بحمية معلومات متوازنة.

عن المؤلّف:

«كلاي جونسون» هو مدير حملة "باراك أوباما" على الإنترنت في الانتخابات الرئاسية عام 2008م، وهو مدير مختبرات «صنلايت لابس» في مؤسسة «صنلايت».