عن العلاقة بين إدارة المعرفة وإدارة المعلومات

أن إدارة المعرفة ما هي إلا آخر منتجات تكنولوجيا المعلومات لبيع حلولها المبتكرة إلى رجال الأعمال المتلهفين لأية أداة يمكن أن تساعدهم في تحقيق التقدم التنافسي الذي هم أحوج ما يكون إليه في ظل العولمة.

  • المعلوماتية

  • مدة القراءة: 00:03:00

  • 2353 قراءة

  • رابط المقال

عن العلاقة بين إدارة المعرفة وإدارة المعلومات 

إن المعلومات بما تتضمنه من حقائق وبنود المعرفة التي تعني مفهوما أو عدّة مفاهيم معينة للأفراد، وقد تتمثل في أشكال مختلفة مثل الكلمات - الأرقام - الأصوات - المقاييس هي مورد مهم يستدعي أن تتم إدارته كما تدار موارد المنظمة الأخرى.

وفي الوقت الذي أصبح فيه مصطلح "إدارة المعلومات" شائعًا في البيئة المعلوماتية، فلا زال مصطلح "إدارة المعرفة" غريبًا إلى حد بعيد. فعلى الرغم من تزايد الاهتمام بمفهوم إدارة المعرفة خلال السنوات القليلة الماضية، لا زال الجدل محتدمًا حول المفهوم الحقيقي له، حيث يعتقد البعض أن مصطلح إدارة المعرفة ما هو إلا تعبير مرادف لمصطلح "إدارة المعلومات" في تعريفه ووظائفه وعلاقاته، في حين يرى آخرون أن إدارة المعرفة هي مفهوم يتركز على الجهود المعقدة الخاصة بتنظيم الداخل إلى مصادر المعلومات المتاحة عبر الشبكات؛ وهذا ما يجعلها محور اهتمام المتخصصين في المعلومات في وقتنا الحاضر،

إلّا أن فريقًا ثالثًا يرى أن إدارة المعرفة ما هي إلا آخر منتجات تكنولوجيا المعلومات لبيع حلولها المبتكرة إلى رجال الأعمال المتلهفين لأية أداة يمكن أن تساعدهم في تحقيق التقدم التنافسي الذي هم أحوج ما يكون إليه في ظل العولمة.

ويمكن القول إن المعلومات فئة من المفاهيم، تستوعبها عقولنا ونسجلها عن وعي، ومن شأنها تعديل حالتنا المعرفية، وعندما نتلقى المعلومات فإنها قد تكون تكرارًا أو تأكيدًا لمعلومات لدينا بالفعل، كما يمكن أن تكون إضافة على ما نعرفه بالفعل عن موضوع ما، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تكون تصحيحًا أو تعديلًا لمعرفتنا القائمة بالفعل، أو فتحا لمجال معرفة جديدة."

والحقيقة أننا نتعامل مع المعلومات ونستخدمها دائما في صورة حقائق وبيانات وأهداف وقرارات وسياسات وخطط، وقوانين ومعايير ومزاعم، وأمور أخرى، وهي تختلف عن المعرفة في كون هذه الأخيرة أكثر ديمومة سواء كان الجوهر المعروف شخصًا أو موضوعًا، فهي تتغيّر في الواقع العملي بصورة أكبر من المعلومات إذ تؤدي - إضافة أي معلومة جديدة - إلى تعديل معرفتنا بالموضوع دون حدوث تغيير في عناصر المعلومات الفردية التي هي جزء من المعرفة المتغيرة.

وبالتالي يمكن استخلاص أن المعرفة والمعلومة ليستا مصطلحين مرادفين، ذلك أن المعرفة في جوهرها أمر شخصي، ومن عناصرها الأساسية الفهم والعلاقة بالقيم، وهي تتكون وتزداد بالفكر وباكتساب المعلومات وباعمال العقل لتقييم نوعية هذه المعلومات الجديدة واستخدامها وعواقبها على ضوء المعرفة الموجودة لدى المرء.

كما يمكن إدراك أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دورًا محوريًّا في برامج إدارة المعرفة من خلال قدرتها على تسريع عملية إنشاء ونقل المعرفة، وتساعد أدوات إدارة المعرفة في جمع وتنظيم معرفة الجماعات باتجاه جعل هذه المعرفة متوافرة على أساس المشاركة.

وبسبب ضخامة مفهوم المعرفة وتشعبه، فقد أصبح سوق برمجيات إدارة المعرفة مربكًا وغير واضح المعالم ومحيّرًا إلى حد بعيد. فمنتجو التكنولوجيا يطورون بدائل مختلفة من مفاهيم إدارة المعرفة في منتجاتهم من البرامج؛ ما جعل الحاجة ماسة لإيجاد أدلة تساعد في تصميم نماذج لأدوات إدارة المعرفة المتاحة للأفراد والمنظمات. ويمكننا اعتبار الإنترنت، ونظم إدارة الوثائق الإلكترونية والنظم المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، وأدوات الذكاء الذهني من أهم حلول إدارة المعرفة المستخدمة في الوقت الحاضر.


 ياسر الصاوي، إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، ص 29، الطبعة الأولى، 2007م، دار السحاب للنشر والتوزيع.