
من يمتلك المعلومات في العصر الرقمي؟
إن قيود جوجل على استخدام النصوص خارج الولايات المتحدة- بسبب الحذر من حقوق الطبع بالنسبة للحقوق الإقليمية- هي مثال على الضيق الرقمي.
-
المعلوماتية
-
مدة القراءة: 00:05:45
-
1056 قراءة
-
رابط المقال
من يمتلك المعلومات في العصر الرقمي؟
أصبحت السيطرة على المعلومات مثار جدل ونقاش منذ خمسينات القرن الماضي؛ حيث سيطر عليها عدد صغير نسبيّا ً من شركات النشر متعددة الجنسيات الضخمة على عالم النشر الطبي والفني والعلمي، وهذا ما أضر بنواتج شركات النشر الصغيرة والجمعيات العلمية، وكذلك عمليات شراء الكتب بواسطة مكتبات الجامعات.
إن الشركات التي تبدأ صغيرة وتظهر عملاقة في الطريق تفقد في الغالب حماسها الريادي للثروة، وانظر هنا إلى شركة "ميكروسوفت" و"ريد السيفير" Elsevier Reed؛ ومن الممكن أن يقال إن شركة أمازون وشركة جوجل تسيران على نفس الدرب. ويضيف برنامج التحويل الرقمي الخاص بشركة جوجل حاليا ً عقبة أخرى إلى تعقيدات عالم النشر. ومع ذلك، فقد أعطت تسوية "بحث كتاب جوجل الأمريكي" "The US Google Book Search" مردودا ً إيجابيّا ً وسلبيّا ً.
الأستاذ الجامعي روبرت دارنتون، وهو مدير مكتبة جامعة هارفارد، قال (2009) إن "جوجل سوف تتمتع بما يمكن أن نطلق عليه فقط احتكارا ً (استخدام المعلومات). وما يقلقني هو حقيقة أن جوجل ليس لها منافسون، أما الجانب السلبي فهو خطر الاحتكار". ويشعر دارنتون أننا الآن "لدينا موقف تستطيع من خلاله جوجل التحكم في الأسعار، وهذا ما يقلقني فعلاً؛ إذ لا توجد سلطة فعلية يمكنها فرض الأسعار العادلة. وأنا أخشى أن تصبح جوجل السيفير Elsevier في المستقبل، وربما تكون ضعفها مائة مرة" (Oder, 2009).
وفي منتدى أقيم في جامعة كولومبيا في 13 من مارس 2009، تعرض لهذه القضايا ألكسندر ماكجيليفراي الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب المستشار العام للمنتجات والملكية الفكرية لدى جوجل، ويشغل الآن منصب المستشار العام في تويتر؛ حيث قال: "بقراءة أهداف الأسعار في التسوية، فإننا نتوصل إلى أنها تتم عند تحقيق الإيراد بمعدلات السوق وتحقيق الاستخدام الواسع للكتب بواسطة الجمهور". ويعتقد ماكجيليفراي أن "هناك بندا ً ملزما ً وقهريّا ً يقيد تحديد الأسعار". (Oder, 2009). واستمر النقاش حتى وقت الكتابة (Summer, 2009)، ولكن القضايا المهمة وبعيدة المدى لم يتم معالجتها بعدُ. إن الحقيقة القائلة بأن جوجل تقدم عروضا ً لإتاحة النصوص في الولايات المتحدة عن طريق خط استخدام وحيد مجاني في كل مبنى مكتبة عامة- تعني أن استخدام العامة للمحتوى سوف يتاح بطريقة لم تكن ممكنة من قبل، ولكنها تضع رؤية مقيدة جدّا ً على الاستخدام من خلال خط واحد في موقع طبيعي واحد؛ وهذا يسير عكس نماذج "الاستخدام في أي مكان وفي أي وقت" للجيل y.
إن قيود جوجل على استخدام النصوص خارج الولايات المتحدة- بسبب الحذر من حقوق الطبع بالنسبة للحقوق الإقليمية- هي مثال على الضيق الرقمي. وسوف يقع حجب استخدام النصوص هذا أمام المستخدمين من خارج الولايات المتحدة ضمن إطار عمل "مأساة مناهضة العموم":
"هل يهم أن "بحث كتاب جوجل" عند تسويقه كخدمة تجارية بنظام الاشتراكات للمكتبات والجامعات لا يمكن استخدامه أو قراءته في العالم ككل؟. نعم، سَيُهِمُّ، ولأنه سيهم فهو حالة أخرى من مأساة مناهضة العموم" (Hodgkin, 2009).
لاحظ بروستر كاهلي الذي جاهد كثيرا ً من أجل الاستخدام المجاني للمعلومات الرقمية من خلال "أرشيف الإنترنت" الخاص به- أن جوجل تحصر الكتب التي أُجْرِيَ لها مسح ضوئي على بحث جوجل فقط، وتفرض قيودا ً على بعض استخدامات كتب المجال العام، حتى هذه الكتب التي أجري لها مسح ضوئي من المؤسسات العامة مثل جامعة ميتشجان التي تشترك معها:
رغم أن المكتبة (ميتشجان) تستطيع أن تشترك في المحتوى مع المكتبات الأخرى، فإنها لا تستطيع أن توفر التعرف البصري للكتب بالنسبة للأفراد؛ حتى لو كان المحتوى موجودا ً في المجال العام. إذا تم مسح ضوئي ذاتي للنصوص، فإن بعض القيود لن تكون قائمة، وسوف يكون للمكتبة درجة كبرى من الحرية في المشاركة في محتواها. وستكون المكتبات قادرة على التقدم للاشتراك لرؤية المواد التي تتمتع بحقوق الطبع، والتي خضعت للشكل الرقمي بواسطة شركاء جوجل، ولكن الاشتراكات لن تكون مطلوبة لاستخدام مواد المجال العام. ورغم وجود مؤشرات على أن الاشتراكات سوف تكون أسعارها معقولة، فإن البعض كان قلقا ً من الاتفاق مع جوجل؛ حيث لا يوجد ضمان أن تكاليف الاشتراكات سوف تكون أو تظل منخفضة. ولم يتحدد بعدُ ناتج المفاوضات حول أسعار الاشتراكات بالنسبة لشركاء جوجل وآخرين (Guevara, 2009).
من كتاب "المعلومات الرقمية: نظام أم فوضى؟"، تحرير: هزِل وودوارد، لورين استيل. ترجمة: د. أحمد عبدالله بن خضير.