تمويل الدوريات في عصر النشر الإلكتروني

تقدم عملية النشر الإلكتروني للمؤلفين إمكانية إتاحة أعمالهم مجانا ً على الإنترنت، وهو ما يعرف بالدخول المفتوح - الذي يلقى استحسانا ً كبيرا ً لدى كل من أمناء المكتبات والمؤلفين.

  • المعلوماتية

  • مدة القراءة: 00:03:00

  • 1057 قراءة

  • رابط المقال

 

تمويل الدوريات في عصر النشر الإلكتروني

لقد كانت الدوريات دائما ً وأبدا ً أحد أهم أنواع المصادر للدارسين، وكانت أيضا ً تمثل الجزء الأكبر من الإنفاق على المواد في معظم المكتبات الأكاديمية. وإذ تقدّر السوق العالمية للدوريات الدراسية بحوالي 5 ملايين جنيه إسترليني تزيد سنويًّا بحوالي 3%، فإن هذه المعدلات على وشك التغيُّر رغم ثباتها نسبيًّا خلال القرنين السابقين، والسبب هو النشر الإلكتروني.

ولكن الزيادة المستمرة في إنتاج الدوريات البحثية والمقالات على الرغم من كونها أمر إيجابي إلّا أنها خلقت وسوف تظل تخلق مشكلة كبرى للمكتبات تتمثل فيما يسمى أزمة "التسلسل" التي تعني عدم قدرة ميزانيات المكتبات على مواكبة ومسايرة الزيادة الكبيرة في عدد الدوريات المنشورة.

وعليه فإن الناشرين وأمناء المكتبات بالفعل في أمس الحاجة لإيجاد حل للأزمة الحالية. وعلى المستوى الاستراتيجي ينبغي أن تكون المؤسسات الأكاديمية أيضا ً معنية بالأمر. وفي سياق الحلول، وبينما تركّز المكتبات على تمويل الدوريات بالصورة التقليدية، فتحت البيئة الإلكترونية أفق احتمالات جديدة؛ حيث تقدم عملية النشر الإلكتروني للمؤلفين إمكانية إتاحة أعمالهم مجانا ً على الإنترنت، وهو ما يعرف بالدخول المفتوح - الذي يلقى استحسانا ً كبيرا ً لدى كل من أمناء المكتبات والمؤلفين.

وهناك نماذج عديدة للدخول المفتوح، منها الدخول الأخضر والدخول الذهبي. في الدخول المفتوح الذهبي، يجعل الناشرون الدورية الإلكترونية بكاملها متاحة على الإنترنت مجاناً، ويحصلون على موارد العائد من مصادر أخرى غير الاشتراكات الخاصة بالمكتبة (مثل رسوم عضوية المكتبة أو الدفعات المالية من المؤلفين). أما في النظام المفتوح الأخضر، فينشر المقال في دورية مبنية على الاشتراك التقليدي، ولكن بعد ذلك يجعلها المؤلف متاحة على الإنترنت عن طريق صفحات الإنترنت المؤسسية أو الشخصية أو في المستودعات الكبيرة مثل قوقل ومساحات التخزين السحابي أو المستودعات التخصصية مثل "Arkive" لعلم الفيزياء و"PubMed" للعلوم الطبية الحيوية.

وفي حال استمرار عمليات الدخول المفتوح في النمو والازدياد، فسيزداد التأثير الواقع على الناشرين وأمناء المكتبات. وقد يأتي الوقت الذي تقرر فيه المكتبات إلغاء الاشتراكات نظرا ً لإتاحة نسبة كبيرة من المقالات المنشورة مجانا ً على الشبكة العنكبوتية. ويظهر البحث الذي قام به كل من Norris, Opeenheim and Rawland (2008) بالفعل أنه في بعض فروع الدراسة الخاصة بالموضوع تكون نسبة 50% من المقالات المنشورة متاحة بالفعل مجانا ً على الإنترنت؛ لكن سواء كان الناشرون التقليديون أو أمناء المكتبات هم من قام بنشر المواد من خلال مستودعاتهم المؤسسة، فلا تزال هناك تكلفة مرتبطة بعملية النشر، وسيضطر شخص ما إلى تحمل فاتورة هذه التكاليف.