نحو نموذج جديد لتدريس علوم المعلومات

ينتقل النموذج بالطالب من مهارة التفاعل إلى مهارة الاستفادة، والتي تبدأ ببناء القدرة على تطبيق الفوائد المستخلصة في حل المشاكل واتخاذ القرار والتفكير النقدي

  • المعلوماتية

  • مدة القراءة: 00:03:00

  • 1202 قراءة

  • رابط المقال

 

نحو نموذج جديد لتدريس علوم المعلومات

باتت طرائق التدريس في العموم تأخذ منحى تفاعليًّا بدلًا عن النمط التلقيني، كما أصبحت تميل إلى تعزيز قدرات الطالب النقديّة. وفي هذا السياق ظهرت نماذج عديدة تدعو إلى الارتقاء بتدريس علوم المعلومات، ومن تلك النماذج ما طرحته جامعة " هيرتفوردشير" على يد الخبير المعلوماتي " شارون ماركلس."

يهدف النموذج إلى جعل الطالب هو محور العملية التعليمية، وإلى توسيع خياراته. ورغم أن النموذج مطوّر عن نموذجين تقليديين هما نموذج "ألن فوستر" (جامعة ويلز، أبريستويث) و "روس تود" (جامعة الولاية بنيوجيرسي)،

والنموذج مصمم لتمكين الطلاب من تصميم أساليب حل المشاكل الخاصة عبر الحصول على المعلومات ومن ثم الاستفادة منها. كما أن تأثير المحيط على التعليم يجب أن يقود الطلاب للتعامل مع مختلف الخيارات وذلك يعتمد على طبيعة المهمة التي ينجزونها. أي إن النموذج يبني لدى الطالب ثلاث مهارات، هي: الوصول إلى المعلومات، والتفاعل معها، والاستفادة منها.

من خلال مهارة الوصول إلى المعلومات، تعزَّز لدى الطالب القدرة على استكشاف المخزون المعرفي الموجود وتحديد ما فيه من فجوات، وبالتالي القدرة على تحديد المشاكل. إضافة إلى القدرة على تكوين ورسم وإيجاز خارطة واضحة للمنظور الكلّي، والقدرة على التصفّح وتحديد مصادر المعلومات، وفهم عمل الشبكات، وتحديد الكلمات المفتاحية. ولا تكتمل تلك القدرات دون تنمية خاصيّة البحث المنتظم لدى الطالب.

وبعد أن يصبح الطالب قادرًا على الوصول إلى المعلومات، يتجّه النموذج إلى بناء مهارة التفاعل مع المعلومات بمستوى يساعد على تكوين منظور شخصي أو جماعي جديد. وتشمل مهارة التفاعل القدرة على تقييم المعلومات والتثبّت من صحّتها، والقدرة على اختيار وانتخاب أجودها، والقدرة على شرحها وتفسيرها وتركيبها على نحو مغاير يفتح آفاقًا ونقاشات معرفية جديدة، وذلك بعد الوصول إلى مستوى معيّن من كفاية المعلومات والاستنتاجات يحدّده الطالب بنفسه ويلخّصه في هيكل معلوماتي واضح.

ثم ينتقل النموذج بالطالب من مهارة التفاعل إلى مهارة الاستفادة، والتي تبدأ ببناء القدرة على تطبيق الفوائد المستخلصة في حل المشاكل واتخاذ القرار والتفكير النقدي، 

عمومًا، يهدف النموذج إلى تشجع الطلاب على أن يتوقفوا عن النظر إلى الواجبات والبحوث التعليمية على أنها عملية جمع المعلومات وحسب، بل أن ينظروا إليها على أنها فرصة تكوين منظور خاص وتوليد رؤى جديدة.  وفي كل الأحوال، يجب أن تمكّن مناهج محو الأمية المعلوماتية الطلاب من أن يكتشفوا أنفسهم وأن يُسمعوا أصواتهم.